Sunday, July 15, 2012

دخان بنار

منذ عقود مضت وإلى وقتٍ أصبح فيه الجائعون إلى المعرفة يقتاتون من تفاحة مقضومة، لم يصدر عن دارنا ما يستحقّ التوقف عنده، أو إيقافه، من كتب فلسفة وآداب وعلوم. لم نعر أهمية للكتابة لأنّنا ركّزنا اهتمامنا على فن الكلام الشفهي المعروف بالـ"لقلقة"، ونشرناه على مستوى العالم، فابتدعنا «ثقافة حياة».


هي ثقافة «التفاحتين» المعسولة، تارةً نمزجها مع رؤية من النعناع، غير البلديّ في معظم الأحيان، وطوراً تتداخل مع أفكار محمِّضة تمنح العصارة رائحة زكية، بالزاي.

عندما عصفت رياح التغيير في العالم، سجّلت تجربتنا تطوّراً تقدّمياً، فتأقلمت لتُحاكي العصر الجديد. فسرعان ما أضفنا إلى النكهة التقليدية توليفة عنب عنقودية، مروراً بإبداع بطيخي خالٍ من البذور، وختامها كان مسك العصر: مذاق علكة Bubble Gum الذي "ربينا عليه بصحّة وفرح".

صدّرنا من الأرض الأبيّة ثقافة حياة إلى أرجاء البسيطة كافّة. فإذ بأوروبا «تُشيّش» وأمريكا تلحق بالركب، على الأرجح تعاطفاً مع قضيّتنا المحقّة، وعطفاً عليها!

ومن المغتربين في دول الخليج أولئك القادمين من بلاد السند والهند، ومن عقر الإمبراطورية التي لم تغب يوماً عنها الشمس، ومن بلاد القيصر، والعمّال الجائعين أيضاً من اشتمّ في ثقافة الحياة مادة دسمة فنهلوا منها ملء صدورهم.

عالمٌ كامل يتنشّق اليوم وجودنا. صدّرنا ما أدهش العالم، وحيينا في نقمة الجهل برؤوس محروقة.وتربّعنا على عرش من رماد. وماذا بعد؟ احترق الرأس، غيّر الرأس. أخبار جديدة قديمة! مات الرئيس عاش الرئيس! ويعطينا ألف ألف عافية وصحة وطول العمر!

ما فيك تطيِّر بلد




يصعد المتحزبون وشبيبة التيارات على متن طائرة جميع مقاعدها بيزنس "كلاس". الرحلة تستغرق أياماً طويلة مع وقوف متكرّر، مثل باصات كولا-بربير.
لا تكاد الشبيبة تدخل إلى صالة رجال الأعمال المعروفة بالبيزنس لاونج حتى يجدون أنفسهم في بيزنس لاونج آخر!
يأكلون مجاناً...”تيشبعو”.
يتعامل الجميع معهم على قدم من المساواة ... "تيقولو عشنا وشفنا”!
يستمتعون بالكهرباء ٢٤ ساعة "تنطح" ٢٤! والميّ والفيّ وحتى التلفون!
يتابعون أفلام أجنبي أم عربي، "وإم العربي"!
يلعبون، يبلعون، ولا يلعنون أحد. 
ويجلسون على "الجنب اللي بريحن”.
"على أكتر من بساطن يمدو إجرَين”، كالعادة... وما يسمعو ولا خبرية، ولا حتى أخبار الطقس، على غير عادة.
ينزعون كل الأقنعة ويستبدلونها بأقنعة العسل واللبن وما شاكل...
ومسّاجات وعلاجات وتلطيشات.
وإستشارات نفسية من الطاقم المختصّ على متن الطائرة. 
والجميع VIP! كلهم يعرفون الـpilot شخصياً ورئيس شركة الطيران "بِكون صديق العيلة"...

والله... تَيِنسو لالله!

تَيكفرو للأديان والسموات، ويعشقو السما إلي جمعتن بمضيفات الطيران والسومون فومي.

الكنيسة القريبة "ما بتشفي". الحلول لازم تكون خارجية والفضائية غير لبنانية، والـ"لا صيغة" صيغتنا الأبدية!

إنتَ من هون من المنطقة؟ قالولي بر الأمان صار قريب... كابتن الطيارة حابب يعرف وين صار. ما بقى في أمل نعلّي... صار لازم نهبط! 
أصلاً قِلّت ما علّينا...
شي ٦٩ سنة مشغولين عم نطيّر فيولة! وبحبّك يا لبنان قصّة a la عنزة ولو طارت!